الجامع الأموي في دمشق.. أجواء رمضانية في مسجد الصحابة

الجامع الأموي في دمشق هو معلم أثري هام في العاصمة السورية، التي كانت عاصمة الخلافة الأموية طيلة عقود، الجامع الأموي في دمشق.. أجواء رمضانية في مسجد الصحابة.

تاريخ بناء الجامع الأموي في دمشق

بني الجامع الأموي في دمشق، في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك عام 86 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، و705 ميلادي، أي أنه مر على بنائه حتى اللحظة 1318 عاماً.

كان الجامع الأموي في الأصل سوقا، وفي العهد الروماني حول هذا السوق إلى معبد، ولكن مع مرور الوقت تحول إلى كنيسة، ليتم في الأخير بناء الجامع عليه بعد الفتح.

بعد الفتح الإسلامي على يد سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه، دخل إلى دمشق عنوة.

كما دخل عبيد بن الجراح صلحا، بعدها صار المقر نصفه مسجد ونصفه كنيسه حتى أمر الخليفة الأموي الوليد بن الملك ، بتحويل الكنيسة إلى مسجد بالكامل.

ليكتمل بناء الجامع الأموي بالشكل الموجود عليه اليوم عام 96 ه‍جرية، أي عام 715 ميلاديا.

ويعد المحراب الذي بني فيه، هو أول محراب في الاسلام، حيث صلى فيه عدد كبير من الصحابة منهم خالد بن الوليد، وأبو عبيدة بن الجراح.

كما صلى في هذا الجامع الكثير من علماء الإسلام، ولا زال المحراب موجود حتى الآن.

أما عن أول خليفة صلى في الجامع فهو معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.

كما أمر معاوية بن أبي سفيان بإنشاء قصر لنفسة بجانب الجامع ، وأمر بإنشاء مقصورة خاصة به بجانب جدار الجامع ، لتكون أول مقصورة في تاريخ الدولة الإسلامية.

يحتوي الجامع الأموي على 3 مآذن، وطولة حوالي 156 متراً، وعرضه 97 متراً، وارتفاع قبته 45 متراً تقريباً.

يوجد بالجامع الأموي في دمشق مزاراً متبقياً من الكنيسة يسمي مزار يوحنا المعمدان وهو الاسم الذي يطلق على نبي الله يحيى بن زكريا، ولا زال المزار متواجداً في الجامع حتى الآن.

اقرأ أيضا:
جامع السلطان قابوس في رمضان.. أجواء إيمانية وذكريات لا تنسى

الجامع الكبير في الخرطوم.. دروس علم وخير لا ينقطع

كيفية إعادة المعالم السياحية المدمرة في سوريا وتركيا؟

أشهر المعالم السياحية في قلعة صلاح الدين بالقاهرة

رمضان في الجامع الأموي في دمشق

فعلت الحرب في الجامع فعلتها، وتدمرت أجزاء كبيرة من الجامع، ولكن ما زالت ذكريات الجامع تلقي بظلالها على السوريين.

وسيبقى الجامع الأموي في دمشق وذكرياته محفورة في أذهان السوريين وقلوبهم، على أمل أن تعود هذه الأجواء كما كانت.

وبعد انتهاء الحرب، جاءت فترة التوقف لفيروس كورونا، ليمنع المصلين من أداء الصلوات في جماعة على مستوى العالم.

لكن الجامع كان له في شهر رمضان المبارك شأن خاص، حيث تصطف موائد الرحمن في صحن المسجد.

وكان يأكل من هذه الموائد القاصي والداني، الفقير وعابر السبيل، وكان يقوم عليها أهالي دمشق الكرماء.

ومع صوت الابتهالات والتواشيح الدينية وقرب حلول أذان المغرب، تظل هذه الصورة عالقة بالأذهان، تكاد من حلاوتها تشم رائحتها.

وقبل الفجر بساعات، كانت تأتي فرقة من المنشدين إلى الجامع لأداء أناشيد دينية احتفالاً بالشهر الفضيل.

بعدها تكون هناك ابتهالات دينية لعدد من المبتهلين الذين رزقهم الله حلاوة الصوت.

وما بين صلاة التراويح والسحور، كان المصلون يأخذون جولات في المنطقة حول الجامع الأموي لالتقاط الصور وشرب الشاي على مقاهي دمشق القديمة.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *