جامع الإمام الأعظم في بغداد.. تاريخ حافل في مواجهة الأعداء

الإمام أبي حنيفة النعمان، هو أول الأئمة الأربعة في الفقه الإسلامي، وهو مؤسس أول المذاهب السنية في الفقه، قال عنه الإمام الشافعي رحمه الله، عن أبي حنيفة، الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة، جامع الإمام الأعظم في بغداد.. تاريخ حافل في مواجهة الأعداء.

وسمي الجامع تيمناً باسم هذا الإمام الجليل لما فيها من المديح والاعتراف بالفضل لواحد من أئمة الفقه الإسلامي، والذي بني مسجد الإمام الأعظم إلى جوار قبره.

تاريخ جامع الإمام الأعظم

مر جامع الإمام الأعظم في بغداد بالعديد من الأحداث السياسية والعسكرية التي أثرت في بنيانه.

وتهدمت أجزاء من الجامع على مر العصور، ليأتي بعدها من يعيد إلى الجامع ما تهدم، ليظل قائماً حتى الآن كمان كان.

بني جامع الإمام الأعظم عام 375هـ، كما بنيت عنده مدرسة كبيرة لتدريس مختلف العلوم الدينية.

وفي عام 459هـ، بني مشهد وقبة على قبر الإمام أبي حنيفة، والذي توفي عام 150 هجرية، في عهد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور.

تاريخ حافل في مواجهة الأعداء

تعرضت بغداد لعدد من الحملات العسكرية، حيث كانت مقراً للخلافة العباسية، أولها عندما دخل هولاكو إلى المدينة، ودمر أجزاء من الجامع.

كما هدم الشه إسماعيل الصفوي أثناء وجود جيشه في بغداد مشهد الإمام أبي حنيفة عدة مرات.

بعد مجئ العثمانيين إلى بغداد عام 1534م، شهد ذلك العام إصلاحات من قبل السلطان سليمان القانوني.

وقد لقي المشهد والمسجد بعض العناية من قبل الملك محمد بن منصور الخوارزمي.

كما أمر سليمان القانوني بتعمير قلعة لحراسة الجامع والمدرسة والمنطقة.

ووضع جنودا بلغ عددهم نحو 150 ومعهم معدات حربية ومدافع لحماية المكان.

بقيت مدرسة الإمام الأعظم المدرسة الوحيدة في الأعظمية إلى جانب بعض الكتاتيب لتعليم القراءة والكتابة والقرآن حتى سنة 1911م.

في هذه الأثناء أعيد إعمار الجامع وتنظيم المدرسة التي سميت كلية الإمام الأعظم.

كان أخر الهجمات التي تعرض لها الجامع ما حدث في الغزو الأمريكي لبغداد، في معركة الأعظمية.

حيث دمرت أجزاء من منارة الجامع والساعة والضريح وأجزاء أخرى داخل الجامع، وتحطمت المباني حول الجامع ومنها مبنى جمعية منتدى الإمام أبي حنيفة.

غير أن أهالي بغداد وقفوا وقفة رجل واحد لإعادة إعمار الجامع مرة آخرى، حيث توقفت صلاة الجمعة فيه لمرة واحدة فقط.

في الجمعة التالية كانت آثار الدمار قد أزيلت من الجامع وبدأ الأهالي بمساعدة بعض عائلات بغداد وبعض الجمعيات السنية بإعادة ترميم الجامع مرة آخرى.

اقرأ أيضا:
كيفية السفر إلى العراق والأوراق المطلوبة وسعر الفيزا

دول لا تحتاج إلى فيزا مسبقة للسعوديين بعضها في أوروبا وأمريكا

السفر إلى كولومبيا للعمل والسياحة وشروط الزواج والأوراق المطلوبة

الجنسيات العربية الأكثر طلباً للجوء في أوروبا 2022

جامع الإمام الأعظم في رمضان

يتزين الجامع قبل حلول شهر رمضان ليستقبل ضيوف الرحمن الراغبين في أداء شهر رمضان بهذا الجامع.

يضاء الجامع من الخارج بالمصابيح الملونة، لتضفي أجواء رمضانية يعرفها سكان العاصمة العراقية بغداد.

تشعر وأنت في جامع الإمام الأعظم بصفحات التاريخ وكأنها تقلب من حولك، على ما مر بهذا الجامع من أحداث.

وتتخيل وأنت تقف بين جنبات هذا الجامع، كيف كان الاحتفال بشهر رمضان المبارك منذ أكثر من ألف عام.

وتتساءل كيف كان الناس يرتادون من ملابس، وما هو إفطارهم وكيف كانت مدينة بغداد وما مر عليها من نكبات؟.

يكون جامع الإمام الأعظم في شهر رمضان في أبهى حلة مع تجمع المصلين منذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك.

يأتي إلى الجامع أفضل أئمة العراق لإمامة المصلين في جميع الصلوات وتحديداً صلاة التراويح، ويقراء الأئمة بقراءة حفص عن عاصم.

ويتهافت أهل بغداد في تقديم الإفطار للمصلين وعابري السبيل، حتى يكفوهم عن الخروج من الجامع والبحث عن مكان لشراء طعام.

يجلس المصلون في الجامع حتى بعد شروق الشمس وتحديداً في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الكريم.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *