رغم تطور العلم الحديث والتنبؤ بالزلال قبل وقوعها، إلا أن أعداد الضحايا في ازدياد، ومحاولات تقليل أعداد الضحايا تبؤ بالفشل، 3 معالم تاريخية تضررت بسبب زلزال المغرب.
فمن زلزال الشمال السوري والجنوب التركي، الذي لم ينقضي عليه أكثر من 6 أشهر، مع آلاف الضحايا من البشر، لنجد أن زلزالاً أخر ضرب بلداً أخر، هذه المرة من المغرب، 3 معالم تاريخية تضررت بسبب زلزال المغرب.
أكثر من ألفي قتيل كانوا ضحية الزلزال المروع مع آلاف الإصابات وعشرات الآلاف من المشردين الذين فقدوا منازلهم.
وإلى جانب هؤلاء الضحايا ومن هم تحت الأنقاض، وتواصل الجهود لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، كان هناك عالم أخر قد انتهى.
فجزء من تاريخ مراكش العريق قد انتهى مع وقوع هذا الزلزال، لتتدمر أجزاء كبيرة من المعالم التاريخية، في مدينة مراكش أكثر المدن المتضررة من الزلزال.
جامع الكتبية
استمر زلزال المغرب 20 ثانية فقط، كانت كفيلة لتسقط أجزاء من مئذنة مسجد الكتبية، أحد أعرق مساجد إفريقيا.
إذ يتميز جامع الكتبية ببنائه المعماري المميز حيث الأعمدة التي توضح شكل قاعة الصلاة المستطيلة.
كما يضم جامع الكتبية سبعة عشر رواقاً موجها بشكل عمودي نحو القبلة، تحملها أعمدة وأقواس متناسقة وتيجان.
مما يميز جامع الكتبية مساحته الشاسعة، حيث يمكن أن تستقبل قاعة الصلاة فيه 20 ألف مصلٍ.
كما أن للمسجد مئذنة واحدة، يبلغ طولها 77 مترا، يمكن مشاهدتها من الزوايا الأربع للمدينة الحمراء، وهي المئذنة التي تهدمت أجزاء منها.
ويتواجد بالمئذنة ثلاث كرات نحاسية، دون احتساب الرابعة التي تشكل النقطة المحورية.
كما أن هناك دلالات لهذه الكرات النحاسية، حيث أن كل واحدة منها تمثل بقعة من المدن الثلاث الأهم بالنسبة للمسلمين.
وهي مكة المكرمة حيث بيت الله الحرام والمدينة المنورة، حيث مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وقبره.
والقدس، حيث المسجد الأقصى ومسرى النبي الكريم وأولى القبلتين.
كما تقول الروايات التاريخية التي تحكي عن هذا الجامع، أن مئذنة جامع الكتبية كانت تستخدم لإعلان القرارات المهمة على الناس، خاصة القرارات السياسية الكبرى.
كما أن ساحة المسجد كانت ملتقى للعديد من الأحداث التاريخية، وعقدت فيها الكثير من الاتفاقيات.
اقرأ أيضا
جامع الكتبية بمراكش.. وهذا سر الكرات النحاسية في المئذنة
يوميات رمضانية.. مسجد الحسن الثاني في المغرب
مدينة طنجة المغربية وأشهر المعالم السياحية لا تفوت زيارتها
المغرب يرسل 144 إماماً لنقل أجواء رمضان إلى أوروبا وأمريكا
الأسوار الحمراء
الأسوار الحمراء أو أسوار مراكش، هي أسوار دفاعية يعود تاريخها إلى ما يقرب من ألف عام.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب مقاطع فيديو مصورة تظهر تهدم أجزاء كبيرة من هذه الأسوار التاريخية التي تعود إلى دولة المرابطين.
إذ يرجع تاريخ هذه الأسوار إلى تأسيس مدينة مراكش عام 1070 على يد أبو بكر بن عمر.
تقول المصادر التاريخية أن قاضي قرطبة الوليد بن رشد هو من أقنع أمير المرابطين أنذاك ببناء الأسوار.
كما تذكر المصادر بأن البناء استمر ثمانية أشهر وبلغت تكلفته 70.000 دينار
جامع الفنا
ذكرت تقارير أولية أن جزءا من المئذنة التي تعلو جامع الفنا، وهو ساحة سوق ومركز للزوار، انهار، مما أدى إلى إصابة شخصين.
كما غطى الركام أزقة حي الملاح اليهودي القديم في وسط مراكش بعد انهيار أبنية قديمة وتحطم أسقف خشبية.
منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” تقدمت بتعازيها للمغرب في ضحايا الزلزال.
وأكدت المنظمة، استعدادها للتعاون مع الجهات المغربية المختصة في مواجهة الأضرار الناجمة عن هذه الهزة الأرضية.
وأشارت المنظمة ومقرها الرباط إلى تقديم كل ما يتطلب من دعم في مجالات الترميم وصيانة الآثار التي تضررت في بعض المدن التاريخية.
لا تعليق