جامع المنصوري بمدينة طرابلس اللبنانية، هو واحد من المعالم الأثرية لهذه المدينة العريقة، والذي مر على بنائه ما يقرب من ألف عام، جامع المنصوري في طرابلس.. وقصة شعرات الرسول ﷺ.
تاريخ بناء جامع المنصوري في طرابلس
يقع جامع المنصوري في حي النوري بمدينة طرابلس، وبني في عهد الدولة المملوكية على أنقاض كنيسة كبيرة للصليبيين.
وقد عرفت هذه الكنيسة قديماً باسم “كنيسة العذراء ذات البرج”، وهو أحد أقدم المساجد في طرابلس.
كما أنه أحد أكبر الجوامع في المدينة، إذ تبلغ مساحته نحو 3 آلاف متر مربع.
أما عن سبب تسمية الجامع بهذا الاسم فيرجع إلى القائد المملوكي المنصور قلاوون.
حيث فتح مدينة طرابلس اللبنانية عام 1289 ميلادية، وأمر ببناء الجامع عام 693 هـ ابنه الأشرف خليل.
وقد عرف الأشرف خليل كأحد أبرز قادة المماليك، حيث استطاع فتح مدن عكا وصور وصيدا وبيروت وأخرج منها الصليبيين.
اقرأ أيضا:
شهر العسل في لبنان.. أشهر الفنادق والأماكن السياحية
السفر إلى باراغواي.. الهجرة والزواج والعمل
السفر إلى بوليفيا.. اللجوء والهجرة والعمل والزواج
السفر إلى الأردن بدون فيزا للمصريين.. وهذه أهم المعالم السياحية
العمارة في جامع المنصوري بطرابلس
يضم الجامع ساعة شمسية لتحديد أوقات الصلاة، وخصصت غرفة في الرواق الغربي للجامع لحفظ شعرتين من رأس الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
حيث وضعتا داخل علبة من الذهب الخالص، أهداها السلطان عبد الحميد الثاني لأهل طرابلس عام 1890.
تم تصميم الجامع المنصوري على شكل مربع، له أربعة أبواب، تؤدي الأبواب إلى صحن واسع مستطيل.
كما تحيطه أروقة ذات قباب وتتوسطه حوض وضوء من الرخام الأبيض تتوسطها نافورة.
وتعلوها قبة من الحجر الرملي ترتكز على أربع دعامات ضخمة، ويقع بيت الصلاة في الناحية الجنوبية من الصحن ويتوسط جداره القبلي المنبر وبجواره المحراب الكبير.
كما قلنا أن الجامع بني على أنقاض كنيسة، فيعتقد أن الباب الرئيسي للجامع في الناحية الشمالية كان بابًا للكنيسة الصليبية التي بني الجامع على أنقاضها.
حيث بقي من آثارها عمودان رخاميان زخرفا بنقوش قوطية، وفوق الباب لوحة لتوثيق الجامع نقشت بخط النسخ.
كما يعلو الباب الشرقي زخرفة بيزنطية على شكل قوس نصف دائري تحته قوس يشبه الحبل المجدول.
أما فيما يتعلق بمئذنة الجامع فهي مربعة وكانت فيما سبق برجًا لكنيسة باسم “ماري لاتور” بني على الطراز اللومباردي.
يذكر أن هذه الكنيسة تهدمت مع حصار قلاوون للمدينة، ولم يتبق منها إلا البرج والبوابة الرئيسة.
رمضان في جامع المنصوري بطرابلس
لم يتغير شكل الجامع وبرامجه في تعليم المسلمين أمور دينهم، ويزداد هذا الأمر في شهر رمضان.
يبدأ اليوم في شهر رمضان بإعطاء دروس توجيهية بعد صلاة الصبح تستمر على حلقات خلال النهار.
وفي آخر يوم جمعة من شهر رمضان يتم إخراج شعرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لعرضها أمام الناس.
وتستمر هذه العادة منذ أيام الحكم العثماني، حيث أن هذه الشعرة محفوظة داخل صندوق زجاجي آمن.
كما يتم توزيع الكثير والكثير من الوجبات والمواد العينية للمحتاجين طوال شهر رمضان المبارك.
يجتمع الناس في يوم إثبات حلول الشهر المبارك وينطلقون باتجاه المحكمة الشرعية في مدينة طرابلس للاستفسار حول رؤية الهلال.
وعند ثبوت حلول شهر رمضان تطلق المدفعية سبع طلقات احتفالا، لتبدأ من بعدها التبريكات والمعايدات بين الحاضرين.
بعدها تمتلئ باحات الجامع الكبير الداخلية والخارجية بأهالي المدينة القادمين للصلاة.
كما يتم توزيع صحون الحلوى على المنازل للسحور إضافة الى المشمش المجفف.
كما أن هناك تقليدا معروفاً باسم التسابيح، ويكون قبل موعد السحور بساعة تقريباً، حيث تطلق عبر مآذن المدينة ومنها الجامع الكبير.
يدخل الحاضرون عند إطلاق مدفع الإمساك إلى الجامع المنصوري للاستماع لقراءة الآيات القرآنية من المشايخ قبل آذان الفجر.
لا تعليق