قرر عقبة بن نافع بناء مدينة القيروان لتكون مركزاً للفتوحات الإسلامي في قارة إفريقيا، وتكون مركزاً لانطلاق الجيوش إلى باقي القارة، وحتى يأمن الجند على أهلهم وأموالهم، ليقرر بناء المدينة والمسجد المعروف باسم عقبة بن نافع أو القيروان، جامع عقبة بن نافع في تونس.. ذكريات ليلة 27 رمضان.
تاريخ بناء جامع عقبة بن نافع
كان جامع عقبة بن نافع في بدايته كنيسة، حيث بني على أنقاضها، وكانت تسمى كنيسة دوناتيا”.
ونسبت هذه الكنيسة إلى الحركة الدينية الدوناتية المنشقة عن المذهب الكاثوليكي.
واعتبرت كنيسة “دوناتيا” في هذا العصر معارضة اجتماعية انضم إليها المستضعفون الذين لم تستوعبهم الحضارة الرومانية.
ولكن ما لبثت الكنيسة أن عادت مجددا إلى أيدي الكاثوليكي، ليفتح عقبة بن نافع المدينة ويحول هذه الكنيسة إلى جامع.
وسمي الجامع عقبة بن نافع بعد دخول أهلها في الإسلام ومقتل عقبة بن نافع أثناء الفتوحات.
غير أن هناك رواية تقول أن عقبة بن نافع لم يبن المسجد على أنقاض الكنيسة، وإنما بناه بجوارها.
واستدلوا بهذا على أن هناك تيجان وأعمدة كانت موجودة في بناء الكنيسة وهي موجودة في ساحة المسجد دون أن تستخدم في تشييده.
وبني هذا الجامع عام 50 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ليكون أحد أقدم الجوامع في قارة إفريقيا.
كان بناء الجامع في بدايته بسيطاً باعتباره مكاناً يقي حر الشمس ويفي بغرض أداء الصلوات وفقط.
غير أن الأمراء والدول التي جاءت بعد ذلك طورت في الجامع وأضافت إليها العمارة والبنيان ليكون بهذا الشكل الذي هو عليه اليوم.
وبحسب وزارة الأوقاف التونسية فإن الشكل الذي عليه الجامع الآن يعود إلى عهد الدولة الأغلبية في القرن الثالث هجري أي القرن التاسع ميلادي.
حيث أعاد الأمير أبو محمد زيادة الله الأول بناءه إلى أن أصبح بشكله الحالي.
وقالت الوزارة أن أعمال الصيانة والتحسينات تواصلت خصوصا في ظل الحكم الصنهاجي ثم في بداية العهد الحفصي.
تبلغ مساحة الجامع الإجمالية قرابة 9700 متر مربع، وطوله 126 مترا، والعرض 77 مترا، وبيت الصلاة فيه واسع ومساحته كبيرة.
كما يستند جامع عقبة بن نافع إلى مئات الأعمدة الرخامية، إلى جانب صحن فسيح الأرجاء تحيط به الأروقة.
اقرأ أيضا:
تأشيرة تونس.. الأوراق المطلوبة والتكلفة وأشهر المعالم
أشهر المعالم السياحية في الجزائر العاصمة
جزيرة سانتوريني في اليونان.. تكلفة السفر والسياحة وقضاء شهر العسل
السفر إلى جزيرة برمودا وتكلفة المعيشة والعمل واللجوء والأوراق المطلوبة
ليلة 27 رمضان في الجامع
يتهافت التونسيون لزيارة جامع عقبة بن نافع، أو القيروان، خلال شهر رمضان المبارك.
ليكون جامع القيروان إلى جانب جامع الزيتونة هما الأشد ازدحاماً بالمصلين عن غيرهم من جوامع تونس ومساجدها.
تعتبر الصلاة في هذا الجامع نوعاً من التغيير والروحانيات المميزة التي يحتفي بها التونسيون.
إذ تجد الأب والأم والأطفال وقد عزموا العقد على الذهاب إلى جامع القيروان في رحلة لا تنسى.
وتزداد أعداد المصلين في الجامع خاصة في الليالي الوترية لتجد الجامع قد امتلأ عن آخره في صلاتي التهجد والتراويح.
وحين تأتي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، وهو اليوم الذي يتحرى فيه الناس ليلة القدر تجد أن الجامع قد امتلأ عن آخره.
لتجد أيضاً أن الشوارع قد امتلأت عن بكرة أبيها، فلا تستطيع حتى أن تسير في الشوارع المحيطة بالجامع.
غير أن هذا الزحام في حد ذاته يمثل احتفالاً بشهر رمضان المبارك في هذا الجامع، لتتوالى التهنئة والتبريكات مع قرب حلول عيد الفطر المبارك.
لا تعليق